أزرق عملاق يبعد عن الأرض 9.3 مليار سنة ضوئية، حجمه أكبر من شمسنا كثيرا كما أن نوره أكثر سطوعا من الشمس آلاف المرات، وربما هذا الإكتشاف قد يساعد علماء الفلك في فهم تطور الكون بشكل أفضل، فرؤية النجوم البعيدة تساعدهم على معرفة شكل الكون قبل وجودنا، وقد تمنحنا لمحات عن بداية الكون.
كيف تم اكتشافه؟
بينما كان مجموعة من علماء الفلك يقومون بمراقبه نقطة على مدى بعيد من الأرض باستخدام تليسكوب “هابل” الفضائي، رأوا بقعة صغيره من الضوء.
يقع هذا النجم في مجرة حلزونية بعيدة، ويبعد ما لا يقل 100 مرة عن أي نجم تم رصده في السابق، وذلك باستثناء ما رصده البشر من ظواهر مثل انفجار النجوم التي يطلق عليها اسم المستعر الأعظم (سوبرنوفا).
هذا الإكتشاف جاء نتيجة تصادف اصطفاف النجم البعيد والمجرة والنجم داخل المجرة والأرض على نفس الخط للحظة كنا ننظر فيها في المكان المناسب، حيث ساهم وجودها على خطِّ البصر بين النجم البعيد وهابل، من زيادة سطوعه بأكثر من 2000 مرَّة من ضوئه الفعلي .
يقول باتريك كيلي ، (رئيس لجنة الدراسات في جامعة مينيسوتا: “النجم لا يزداد سخونة، و لا ينفجر، فقط يتم تضخيم الضوء بفضل العدسات التثاقلية”، وأضاف أن إيكاروس يبعد عن أقرب نجم يليه مئات المرات على أقل تقدير، وعلى الرغم من وجود مجرات خلفه إلا أنهم لم يتمكنوا من إكتشاف نجوم أبعد من النجم إيكاروس.
ما يعنيه ذلك؟
تفيد الدراسة أن إيكاروس سيكون نقطة مرجعية لعلماء الفلك في دراسة تطور النجوم من خلال العدسات التثاقلية، فقط كان من المتعارف عليه عند العلماء أن بداية الكون، أو الانفجار الأعظم حدث قبل حوالي 13.8 مليار سنة، إيكاروس قديم جداً، لدرجة أن الضوء الذي يرصده هابل لهذا النجم كان يتولد عندما كان عمر الكون 30٪ فقط من عمره الحالي.
رؤية النجم أتاحت للعلماء اختبار نظرية تتعلق بالمادة المظلمة..
استخدم العلماء صورا لـ إيكاروس لاختبار نظرية تتعلق بالمادة المظلمة، وهي مادة غامضة تشكل 27% من الكون وتشكل الطاقة المظلمة 68% من الكون، فقبل اكتشاف إيكاروس كان هناك افتراض أن المادة المظلمة هي نتيجة للثقوب السوداء، لكن ما رآه الباحثون من إيكاروس لم يدعم هذه النظرية ، فبعد مراجعتهم لصور من هابل تمتد على عقد كامل، لم يروا تغيرًا في سطوع إيكاروس بمرور الزمن، فلو كانت نظرية ارتباط المادة المظلمة بالثقوب السوداء صحيحة، لبدا النجم أكثر سطوعًا.
المصدر: سكاي نيوز